التدريس والتعلم والتقويم بالنهج الفكري لمادة التاريخ بالسلك التأهيلي


 






التدريس والتعلم والتقويم بالنهج الفكري لمادة التاريخ بالسلك التأهيلي:
موضوع ندوة للأستاذ عبد الحميد عفان مفتش مادة الاجتماعيات

نظَّم الأستاذ عبد الحميد عفان، مفتش مادة الاجتماعيات بنيابة الصخيرات- تمارة، ندوةً فكريةً تربويةً لفائدة أساتذة مادة التاريخ والجغرافيا حول موضوع: " التدريس والتعلم والتقويم بالنهج الفكري لمادة التاريخ بالمرحلة التأهيلية".وقد انعقدت هذه الندوة بفضاء ثانوية المعطي بوعبيد التأهيلية بتمارة يوم الأربعاء 30 دجنبر2015 عند الساعة الثالثة زوالاً.
جاءت هذه الندوة الفكرية التربوية تماشياً مع روح الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وانسجاماً مع التوجيهات التربوية الرسمية الخاصة بتدريس مادة التاريخ التي نَصَّت على كون التاريخ المدرسي مادة أساسية في التكوين الفكري والمعرفي للمتعلم، وذلك بتنمية ذكائه الاجتماعي وحسه النقدي، وتزويده بالأدوات المعرفية والمنهجية لإدراك أهمية الماضي في فهم الحاضر والتطلع إلى المستقبل، وتأهيله لحل المشاكل التي تواجهه. فلا يخفى ما للمراقبة التربوية من أدوار، باعتبارها مدخلاً أساسياً في إصلاح المنظومة التربوية عبر تأهيل الموارد البشرية وإغناء الثراء الفكري والثقافي للمدرسين خصوصاً الشق الديداكتيكي، نظراً لدور المفتش التربوي في مسايرة تطور الفكر التربوي والتأطير ومواكبة المستجدات التي تعرفها الساحة التربوية عموماً وتدريس التاريخ والجغرافيا خصوصاً.
بعد كلمة ترحيبية بالسادة الأساتذة والحضور الكريم والتعريف بموضوع اللقاء التربوي الديداكتيكي، وكذا التذكير بخلاصات اللقاء السابق الذي نظم بثانوية الإمام الغزالي في إطار مقاربة التاريخ الإشكالي، الذي كان موضوعه: "أهمية تحديد الإشكالية العامة بالبرنامج الدراسي"، فقد تطرق الأستاذ في هذا اللقاء التربوي الديداكتيكي إلى أربعة محاور أساسية نوردها على الشكل التالي:
- المحور الأول: حول تعلم التاريخ، إذ أشار الأستاذ عبد الحميد عفان إلى توضيح الفرق بين التعلم والتدريس والتقويم، وحاول إبراز دور وموقع المدرس في كل مرحلة من المراحل الثلاثة، كما أكد على ضرورة تحسين قدرات المتعلمين في التمكن من استيعاب مجموعة من العمليات الفكرية، من خلال أهمية الفكر التاريخي في تكوين المتعلم وإكسابه مهارات فكرية قصد الارتقاء بالدرس التاريخي، وجعله يقوم بوظائف مهمة في المجتمع حتى يساهم في جعل المتعلم فاعلا متشبعا بالقيم الإنسانية النبيلة وقيم المواطنة الإيجابية والمسؤولة. كما حاول عبد الحميد عفان تقديم تصورات نظرية لتوضيح بناء المعرفة التاريخية عبر ثلاث خطوات أساسية في منهج التاريخ ( التعريف، التفسير، التركيب)، وتدريب المتعلمين على ترسيخ خطوات النهج التاريخي من زاوية المفاهيم المهيكلة للمادة، كما دعا إلى ضرورة تجاوز التكوين التلقيني إلى التكوين البنائي والانتقال من التاريخ المدرسي السردي إلى اعتماد آليات التاريخ الإشكالي وفق مقاربة الفكر التاريخي من أجل تحفيز المتعلمين على اتخاذ مواقف إيجابية من التاريخ وإدراك أهميته معرفياً ومجتمعياً.
- المحور الثاني: تطرق فيه الأستاذ إلى عملية التدريس والتخطيط والهندسة الجيدة للتعلمات من قبل المدرس وفق خطوات التفكير التاريخي، وهي مرحلة النقل الديداكتيكي الخاص بالمدرس، حيث أكد على ضرورة تقليص دور المدرس والاقتصار على دور التوجيه والإرشاد، وإلى ضرورة تعميق وتوسيع دائرة المعارف والإطلاع على المستجدات قصد المساهمة في جودة التعلمات والارتقاء بتدريس التاريخ وفق خطوات النهج التاريخي، وتجاوز المقاربة الكمية إلى المقاربة النوعية، أي الانتقال من درس للمعلومات والمعارف إلى درس المنهج وممارسة التفكير، بغية تزويد المتعلم بكفايات ومهارات المعرفة التاريخية لمسايرة مجتمع المعرفة. فضلاً عن ذلك دعا الأستاذ عبد الحميد عفان المدرسين في الممارسة الفصلية،إلى اعتماد مقاربة ديداكتيكية منفتحة على مستجدات البحث في مجال علوم التربية عامة وديداكتيك التاريخ والجغرافيا على وجه الخصوص.
- المحور الثالث: أشار فيه المراقب التربوي إلى أشكال التقويم، وأكد على ضرورة الاهتمام بها وتجاوز التقويم الذي يقوم على أساس جعل التلميذ يعتمد على الحفظ واستنطاق ذاكرته واسترجاع المضامين في قالب سردي، إلى تقويم يقوم على أساس إعمال العقل وشحذ القدرة على التحكم في آليات التفكير التاريخي، وعلى محاولة بناء وإنتاج المعرفة التاريخية وفق مسلكية منهجية وفكرية.
- المحور الرابع: وهومحور تطبيقي حاول فيه المفتش التربوي، تطبيق النهج التاريخي باعتماد مقاربة ديداكتيكية تقوم على أساس مرحلة التعريف والتفسير والتركيب على مقاطع تعلمية من اقتراح السادة الأساتذة:
المثال الأول: المقطع التعلمي الأول من درس سقوط الإمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي، بحيث نبه الأستاذ عفان إلى كيفية المناولة الديداكتيكية لهذا المقطع التعلمي، وإلى كيفية التعامل واستخدام الكتاب المدرسي دون الوقوع في الانزلاقات المنهجية.
المثال الثاني: تطبيق خطوات النهج التاريخي على المقطع التعلمي المتعلق بذكرى تقديم وثيقة الاستقلال 11 يناير 1944.
واختتم اللقاء بفتح باب المناقشة من أجل إغناء الندوة وتبادل الأفكار والمعلومات، قصد الارتقاء بتدريس التاريخ وجعله مادة منهج علمي يزود المتعلمين بالأدوات المنهجية لمساءلة التاريخ بفكر نقدي، وتصحيح تمثلاتهم على أنه مادة للحفظ والتذكر. وفي إطار التكوين التربوي المستدام، سيشرف الأستاذ عبد الحميد عفان على تأطير درس تطبيقي نموذجي بثانوية الإمام الغزالي يوم السبت 09 يناير 2016 على الساعة العاشرة صباحا.
وفي الختام وجه الأستاذ كلمات الشكر إلى إدارة مؤسسة المعطي بوعبيد التأهيلية والطاقم التربوي وكل مكونات المجتمع المدرسي بالثانوية على حسن الاستقبال، وعلى توفير الظروف الملائمة التي جعلت الندوة تمر في ظروف تربوية جيدة.
بقلم ذ: أحمد ايت اعلي


شكرا لك ولمرورك